رئيس مصر : ما يحدث فى غزة انتهاك لحقوق الإنسان وملف مياه النيل وسد النهضة نضعه في أولوياتنا..الرئيس الألمانى: أشكر الرئيس السيسى ودور مصر في انهاء التوترات

الرئيس السيسي يستقبل رئيس ألمانيا الاتحادية

رئيس مصر : ما يحدث فى غزة انتهاك لحقوق الإنسان وملف مياه النيل وسد النهضة نضعه في أولوياتنا..الرئيس الألمانى: أشكر الرئيس السيسى ودور مصر في انهاء التوترات

تاريخ . 2024-09-11


المصريين الأحرار

جانب من المؤتمر

https://almasreyeenelahrar.com/Home/News_Details/1456

كتب/ ريمون ناجى

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء ، بقصر الاتحادية بالقاهرة، رئيس ألمانيا الاتحادية " فرانك فالتر شتاينماير "، الذي يقوم بزيارة رسمية لمصر برفقة وفد موسع من رؤساء كبرى الشركات الألمانية،عقد الرئيسان جلسة مباحثات مغلقة أعقبتها جلسة موسعة بحضور الوفدين الرسميين، حيث أعرب  الرئيس السيسي عن ترحيبه بزيارة الرئيس "شتاينماير" الأولى لمصر كرئيس لألمانيا، والأولى لرئيس ألماني منذ ٢٥ عاماً، مؤكداً تقدير الشعب المصري للصداقة الوثيقة مع الشعب الألماني، وما حققته ألمانيا من تقدم صناعي وتكنولوجي، تتطلع مصر لتعظيم الاستفادة منه، من خلال المشروعات المشتركة بين الجانبين، والدور المهم الذي تضطلع به الشركات الألمانية في نقل التكنولوجيا وبناء القدرات للكوادر المصرية .

ومن جانبه، أعرب الرئيس الألماني عن اعتزاز بلاده بمصر قيادة وشعباً، مشدداً على حرص بلاده على مواصلة تعزيز علاقاتها مع مصر في مختلف المجالات، بما فيها العمل التنموي والاستثماري، وفي قطاعات الطاقة والهجرة ومكافحة الإرهاب، فضلاً عن الدفع بالتعاون العلمي والثقافي الممتد بين البلدين، ومعرباً في هذا الصدد عن سعادته بافتتاح الجامعة الألمانية الدولية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وكذا حرصه على اصطحاب وفد من رؤساء كبرى الشركات الألمانية خلال زيارته الجارية لمصر، وتفقده لعدد من مواقع العمل والإنتاج التي تنخرط فيها شركات ألمانية، تعمل جنباً إلى جنب مع شركات وعمال مصريين يتسمون بالمهارة والكفاءة .

 

كما شهد اللقاء التباحث حول مُختلف الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك، وعلى رأسها تطورات الحرب على قطاع غزة، حيث أكد السيد الرئيس في هذا الصدد ضرورة الوقف الفوري للحرب الدامية، التي تسببت في كارثة إنسانية، فضلاً عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، وتنفيذ حل الدولتين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، بوصفه مسار تحقيق السلام والأمن المستدامين بالمنطقة .

 

هذا، وقد عقد الرئيسان عقب المباحثات مؤتمراً صحفياً مشتركاً، عرضا خلاله أهم ما دار في المباحثات .

 

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس الألماني أنه اتفق مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير على أهمية التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإيجاد آلية لزيادة المساعدات الإنسانية وكذلك إطلاق سراح الرهائن..مؤكدا أن مصر تسعى بجدية لدور إيجابي مع الفلسطينيين خصوصاً مع حماس بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار.

 

وقال الرئيس السيسي  :"إننا نعمل على تشجيع كافة الأطراف من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة"..مشيرا إلى أن أكثر من 40 ألف فلسطيني سقطوا جراء الصراع ثلثاهما من النساء والأطفال فضلا عن وجود أكثر من 100 ألف مصاب.

 

ولفت إلى استخدام الجوع كسلاح داخل القطاع ضد الفلسطينيين مما أثر بشكل كبير جدا على مصداقية وفكرة القيم الخاصة بحقوق الإنسان التي تحدثنا عنها لسنوات طويلة..داعيا أوروبا إلى ضرورة أن تبذل جهداً كبيراً خلال هذه المرحلة لتشجيع الأطراف المعنية أو الضغط عليها للوصول إلى اتفاق يحقق الاستقرار ويخفف من معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة.

 

ووصف الرئيس السيسي ما يحدث في قطاع غزة بأنه "انتهاكً صارخً لحقوق الإنسان" وأنه يجري على مرأى ومسمع من الجميع ولم يستطيعوا فعل شيء.

 

وحذر من اتساع رقعة الصراع في المنطقة .. قائلا : "إنه تم الحديث عن الموضوعات الخاصة بإعادة الاستقرار في المنطقة مثل السودان وليبيا وبقية الدول التي يوجد بها صراعات وأن حالة الاضطراب الموجودة بالإقليم يجب أن تنتهي وتتراجع وأيضا يجب أن لا تنزلق المنطقة إلى اضطراب أكثر من ذلك حتى لا يتسع الصراع أكثر من ذلك في الضفة الغربية وجنوب لبنان واليمن وغيرها".

 

ولفت الرئيس السيسي إلى أنه ناقش مع شتاينماير موضوعا مهما جدا وهو ملف مياه النيل وتحديدا سد النهضة والتفاوض مع أثيوبيا فيما يخص الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل السد.

 

وأضاف :"إنه أكثر من عشر سنوات نحاول الوصول إلى اتفاق طبقًا للمعايير والقوانين الدولية للمياه أو الأنهار العابرة للحدود".. مشيرًا إلى أن مصر ليس لديها أي وسيلة أخرى للمياه غير نهر النيل منذ آلاف السنين وهو يتحرك بلا عوائق.

 

وتابع الرئيس السيسي :"إن الوضع على حدودنا الثلاثة سواء في الاتجاه الجنوبي مع السودان أو الغربي مع ليبيا أو حتى في الوقت الراهن مع إسرائيل وقطاع غزة، غير مستقر وله تداعيات كبيرة جداً".

 

وأشار الرئيس إلى أن تأثير هذه الأوضاع كان واضحاً خلال السنوات العشر إلى الاثنتي عشرة الماضية، حيث وصل عدد الضيوف الذين نزحوا إلى مصر نتيجة الأزمات في بلادهم مثل اليمن وليبيا وسوريا والسودان وجنوب السودان إلى أكثر من 9 ملايين شخص .. مضيفا "أن مصر لم تصف هؤلاء بالنازحين أو اللاجئين ، وهم لا يعيشون في معسكرات بل تم دمجهم في المجتمع المصري".

 

وقال الرئيس السيسي : "إن مصر كانت حريصة منذ سبتمبر 2016 على منع خروج أي قوارب هجرة غير شرعية من مصر باتجاه أوروبا، احتراماً ومن منظور إنساني وأخلاقي، لتفادي تعريض هؤلاء الأشخاص للخطر في البحر وللحفاظ على أمن واستقرار شركائنا في أوروبا ".

 

وتابع :"من المهم أن يعلم الناس أن مصر تعرضت على مدى أربع سنوات إلى أزمات ضخمة ليست لها دخل بها ابتداء من أزمة كورونا إلى الأزمة الروسية ـ الأوكرانية وأزمة قطاع غزة".

 

وعلى صعيد العلاقات بين مصر وألمانيا .. أكد الرئيس السيسي أن زيارة الرئيس الألماني إلى مصر تمثل إضافة كبيرة ومهمة لمسار العلاقات المصرية الألمانية وانعكاسا لتاريخ ممتد من علاقات الصداقة والتعاون المشترك بين الدولتين والشعبين الصديقين.

 

وقال السيسي : "إن مصر تقدر الشراكة وحريصة عليها وعلى تعزيز التعاون مع ألمانيا، احتراما لدولة ألمانيا وللشخصية الألمانية التي يتم تقديرها والاعتزازا بها، كما نعتز بأن ألمانيا أحد أهم وأكبر الشركاء لنا في مصر".

 

وأشار إلى أن معظم المشروعات خلال السنوات الماضية كانت بمشاركة لشركات ألمانية مقدرة في مشروعات كبيرة مثل مشروعات الطاقة والنقل ، وكان إسهام الشركات كبيرا ورائعا ومقدرا من الجانب المصري .. لافتا إلى أن تلك المشروعات القومية كان لها تأثير كبير على البنية الأساسية فى مصر..معربا عن شكره وترحيبه بهذه الشركات التي تعمل في المشروعات القومية بمصر.

 

وأكد الرئيس أهمية تطوير علاقات التعاون بين البلدين وتشكيل آلية للتعاون الاستراتيجي بين الجانبين تحت إشراف وزيري الخارجية..مشيرا إلى أن المباحثات تطرقت إلى ملفات التعليم وبناء القدرات بين البلدين وهو أمر تقدره مصر .. قائلا : إننا على استعداد للتحرك مع الشركاء الألمان للتعاون بأكبر حجم ممكن من الجامعات والمدارس لأننا بحاجة إلى ذلك في مصر".

 

وأضاف الرئيس : "إننا نرحب بالشركات الألمانية للاستثمار والتعاون في مصر ، وأؤكد لهم أن استثماراتهم مؤمنة ومحمية بشكل كبير وهو التزام أكدته خلال المباحثات الثنائية مع الرئيس الألماني وأسجله أمامكم الآن ..أننا نلتزم بحماية الاستثمارات بصفة عامة والألمانية منها بصفة خاصة ومستحقات الشركات".

 

ومن جانبه أعرب الرئيس الألماني فرانك شتاينماير، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس السيسي عن سعادته بزيارة جمهورية مصر العربية ولقاء الرئيس السيسي، قائلا: "سعيد بوجودي في هذا اليوم في مصر، وأشكر الرئيس السيسي ودور مصر الذي تقوم به في البحث عن إنهاء التوترات والعنف في الشرق الأوسط".

 

وأضاف فرانك شتاينماير، أن الوضع الراهن فى الجوار المباشر لمصر فى الشرق الأوسط من القضايا الهامة، فالحرب فى غزة قد طالت، ويتعين أن يكون هناك نهاية للمعاناة والموت، ونهاية لهذه الحرب أيضا، وأن يكون هناك توافق، وأن الطريق إلى هناك هو طريق صعب، ولكن يمكن أن الوصول إليه بما يسمي بـ"خطة بايدن" ووقف إطلاق النار والإفراج عن الأسري الإسرائيليين.

 

وتابع الرئيس الألماني أنه من بين الأسرى مواطن ألماني الجنسية، لذلك تهتم الحكومة الألمانية وتحث على الإفراج عن الأسرى وإعادتهم إلى أسرهم، وأن يكون لهذا الأمر أولوية قصوي.

 

واستطرد: "لقد اتفقنا أن وقف إطلاق النار يتعين أن نتوصل إليه والأسرى على قيد الحياة، ليتمكنوا من العودة إلى أسرهم، لأن وقف إطلاق النار وفقا لقناعتي ما سنصل به إلى وقف التصعيد وامتداد الصراع على المستوي الإقليمي، لذلك هذا الطريق فقط هو الذي سنصل به للسلام".

 

وتابع قائلا :"يتعين على كل طرف له تأثير على الدولتين، استخدام قوته فى هذا التأثير، وهذا ما تقوم به دولتى"، مؤكدا أن مصر تقوم بدور هام، ممتنون له وللجهود الحثيثة التي تقوم بها للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس.

 

ونبه الرئيس الألماني إلى أن معاناة الناس في غزة لا يمكن وصفها، وفي الأسابيع الماضية دعوت متطوعين ألمان كانوا في غزة لايصال المساعدات الانسانية ونقلوا لى صورة الوضع الصعب الموجود الآن في غزة.

 

وأضاف: أن المانيا هي ثاني أكبر دولة مانحة على المستوى الدولي للمساعدات الإنسانية في غزة والأراضي الفلسطينية ، موضحا أنه منذ عام 2023 تم زيادة المساعدات أكثر من 3 أضعاف .. وأن هذه المساعدات ماكانت لتصل دون دعم مصر.. مؤكدا أن مصر تقوم بدور محوري في إيصال المساعدات الانسانية وهذا الأمر يستحق تقديرا كبيرا.

 

ووصف الوضع الإنساني في غزة بأنه "كارثي" ، وقال: نحن متفقون بأنه يتعين تغيير هذا الوضع وسوف يتغير فقط من خلال التوصل الى وقف اطلاق النار، وعند الحديث عن وقف إطلاق النار وإخراج الأسرى فإننا نتحدث عن اليوم الذي يلي هذه الحرب، مؤكدا أنه على المدى البعيد يتعين أن يكون هناك الأمن والسلام في المنطقة للتوصل حل الدولتين.

 

ونوه إلى أن هناك مصالح مشتركة بين مصر وألمانيا في موضوع أمن البحر الأحمر، وقال :إننا نعلم ما هي الأضرار الاقتصادية التي تترتب وتؤثر سلبيا نتيجة ما يفعله الحوثيون، وإننا مهتمون جدا بأن يكون هناك أمن في خطوط الملاحة الدولية ، وأن قناة السويس مهمة جدا لنا فهي شريان الحياة لنا ولأوروبا بالكامل".